Saturday, April 28, 2007

الكيمي كيمي كا



كل يوم يمر بحياتنا مئات من البشر، بعضهم يترك علامات مميزة يمتد أثرها وذكراها حسب قوة تأثيرها سواء كانت بالايجاب أو السلب، والبعض الآخر لا تكاد تشعر به، ويمر بحياتك كخلفية (باك جراوند) لا أكثر ويكون تأثيره خاملا أو (نيوترال)!
قد يكون هذا هو السبب في استخدام مصطلح (كيمياء) علي العلاقة بين أثنين. فيقال (مفيش بينا كيميا) أي أن التفاعل بين الطرفين لا يؤدي إلي نتيجة ويظل كل من طرفي المعادلة علي حالته الأصلية بدون أي تغيير بعد عملية التفاعل، لكون أحد الطرفين (خاملاً) في تفاعله مع الآخر.
في أصل البشرية كان آدم – عليه السلام – ومن آدم خلقت حواء .. فكان أول التصنيفات البشرية .. ذكر وأنثى وكل يختلف عن الآخر بطريقة فريدة ومميزة أقرب ما يكونا كقطبي مغناطيس .. شمالي وجنوبي .. مختلفان جذريا ولكن منجذبان كلياً. (وقد يكون تصنيف الذكر والأنثى هو التصنيف الوحيد المطلق بين البشر وفيما عداه فهو نسبي). وإن كان هذا التصنيف لا يمثل – من الناحية الفكرية – أية دلالة ذات معنى، بمعني أنه يعتمد فقط علي النواحي الفسيولجية لا أكثر، إلا أنه معيار أساسي لا يمكن إغفاله!
ولكن هل فعلا لا يؤثر هذا التصنيف علي النواحي الفكرية؟ بمعني الا يوجد ارتباط ما –مهما كان ضئيلا – علي النواحي الفكرية لكون هذا رجلا وتلك إمرأة؟
ومن آدم وحواء جاء قابيل وهابيل .. فكان ثاني التصنيفات البشرية .. الطيب والشرير.. أخين شقيقين من أب واحد وأم واحدة، تعرضا لنفس البيئة فمن أين أصبح هذا طيباً وهذا شريراً؟ إذا الموضوع ليس كيمياء بقدر ماهو شئ ما داخل النفس البشرية يتحكم في صفات كل منا. فلو طبقنا نظريات الكيمياء علي قابيل وهابيل لفشلت.
في تصوري أن هناك عناصر داخل الأنسان (مثل عناصر الكيمياء التي تشكل جدول العناصر الاساسية في الكيمياء) تتكون هذه العناصر من مجموعة فريدة من العناصر التي ينفرد الانسان وحده دون غيره بها. وتحتوي النفس البشرية (أي نفس) علي كافة هذه العناصر مجتمعة، وإن أختلفت نسب تواجد هذه العناصر داخل كل انسان من شخص إلي آخر، وقد يختلف (الوزن الذري) أيضا لهذه العناصر من انسان إلي آخر.
الخير و الشر .. الذكاء و الغباء .. الحب والبغض .. الجاذبية و التنافر .. الرومانسية والواقعية .. الكرم والبخل.. الصدق والكذب، الوفاء والخيانة، النفاق الرضا الطمع ..
هل من الممكن كتابة جدول العناصر البشرية علي غرار الجدول الدوري للعناصر (جدول مندليف)؟
لماذا تقريبا لكل عنصر من هذه العناصر البشرية نقيض؟ .. الا يمكن دمج العنصر ونقيضه في عنصر واحد؟ بمعني أن الخير والشر مثلا ماهما إلا عنصر واحد ولكن يختلف (الوزن الذري) من شخص إلي آخر؟ بمعني آخر أن نسبة الخير إذا قلت عن حد معين تصبح شرا.
ولنطلق العنان للتفكير ونتخيل النفس البشرية تحت مشرط التشريح فنكتشف مثلا أن نفسية فلان تتكون من خمسة عشر جرام من الخير وتسعة جرامات من الحب وخمسة جرامات ذكاء وثلاثة عشرة جرامات رومانسية وسبعة جرامات كرم ... وأن نفسية فلانة تتكون من ثلاثة جرامات خير وتسعة شر وثلاثة حب وتسعة عشر كرم .. ثم تقابل فلان وفلانة علي كوبري قصر النيل الساعة الثالثة عصرا تحت أشعة الشمس لمدة نصف ساعة .. فتكون النتيجة مثلا أن فلان مسك فلانة ورماها من فوق الكوبري!
أعتقد أن الوصول إلي جدول للعناصر البشرية هذه سيفتح أبوابا أكثر من تحليل النفس البشرية ومعرفة الكيميا بين أثنين ..


عموما إذا صدقت نظريتي أدعوكم لتسجيل هذا الاختراع العبقري بأسم العبد لله وليكن (جدول قاسم أفندي) علي غرار (جدول مندليف) وهو
مندليف يعني كان أحسن مني في أيه يعني؟؟
مش الناس معادن برضه؟

أعتقد أن للحديث بقية ....

Thursday, April 19, 2007

خطاب غير تاريخي

أنتَ تَسْترخي أخيراً..

فوداعاً..

يا صَلاحَ الدينْ.

يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى

على إيقاعِه المجنونِ.

يا قاربَ الفَلِّينِ

للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه

وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.

وسنةً.. بعدَ سنه..

صارت لهم "حِطينْ"..

تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ

(جبل التوباد حياك الحيا)

(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)

مرَّتْ خيولُ التُركْ

مَرت خُيولُ الشِّركْ

مرت خُيول الملكِ - النَّسر,

مرتْ خيول التترِ الباقينْ

ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ المراهنه

نموتُ تحتَ الأحصِنه!

وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ

تستوقفُ الفارين

تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..

وترتدي العِقالَ تارةً,

وترتدي مَلابس الفدائييّنْ

وتشربُ الشَّايَ مع الجنود

في المُعسكراتِ الخشِنه

وترفعُ الرايةَ,

حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة

وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ

حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم

واغتالتْك أيدي الكَهَنه!

***

(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)

(نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)

***

نم يا صلاحَ الدين

نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..

كالمظلِّيين!

ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ

نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ

ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!

فاتحةً:

آمينْ.

Sunday, April 08, 2007

...إلي حيث ألقت


استلقي علي ظهره وأغمض عينيه مستمتعاً بصوت الموج يتلاطم من حوله، يدق هاتفه الجوال يفتح عينيه ليبحث عنه .. يتحسسه دون أن ينظر إلي الرقم الطالب، يلقي به بعيدا داخل البحر.. أحس براحة عميقة، شعر أنه لم يلقي بهاتفه فقط وأنما ألقي معه كل همومه، مواعيده، التزاماته، ديونه، مسؤلياته وعمله بل وأبنائه وزوجته أيضا وكل أعبائه التي طاردته وألقت به هنا .. هاربا... يطلق ضحكة سخرية وشماتة ليستمتع مرة أخري بصوت الموج ... وبذاته التي أفتقدها طويلا..
_____
مستوحاة من بوست خمس وخمسن كلمة لصديقي الرائع هاشم

Monday, April 02, 2007

أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌِ

الخبر يقول أن حصيلة القتلي العراقيين خلال شهر مارس المنصرم حوالي 2100 شخص مدني إضافة إلي حوالي 500 من عناصر الشرطة، مما يعني أن الإجمالي طبقا للمصادر الرسمية حوالي 2600 شخص أي بحسبة صغيرة هناك حوالي 87 قتيل عراقي يوميا، هذا حسب الإحصاءات الرسمية والتي عادة ما تكون أقل من الواقع وكذلك بعد البدء في تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة!
اجمالي عدد القتلي العراقيين منذ بداية الغزو الأمريكي بلغ - علي حسب بعض التقديرات - 600 الف قتيل وبحسبة بسيطة أيضا من خلال قسمة هذا العدد علي إجمالي سكان العراق البالغ عددهم حوالي 27 مليونا تكون نسبة القتلي حوالي 2.2% ( أي تفوق نسبة الحرب العالمية الثانية 2%) ويعني أيضا أن من بين كل 45 عراقيا يوجد قتيل واحد (علي الأقل)
كل هذا يحدث في ظل الديموقراطية الأمريكية والمجتمع الدولي في القرن الحادي والعشرين.
فهل نعول بعد الان علي هذه المجتمع وهذه الديموقراطية لإنقاذنا مما نحن فيه؟
عند انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا واليابان في حالة يرثى لها ولم تكن لديهما من الامكانات والموارد الطبيعية بل والبشرية أيضا ما لدي العراقيون اليوم رغم كل الدمار والخراب الحادثين سواء في البنية التحتية أو في البشر علي حد سواء.
وفي الوقت الذي تتعالي الأصوات المعارضة لتقسيم العراق تحت رعاية الأشقاء أو الجيران (ولا يخفي علي أحد مصالحهم جميعا -باستثناء إيران - في عدم التقسيم)، في هذا الوقت يسفك المزيد من الدم العراقي تحت دعوي الطائفية حينا وتحت دسائس الاحتلال أحيانا.
حسنا لقد انقسمت المانيا إلي شطرين عندما ضعفت، ولكن سرعان ما اتحدت مرة أخرى حين قويت وبلغت سن الرشد. لم لا إذا حقنا للدماء وليكن مؤقتا مثلما حدث بالمانيا.
هل الوجود العسكري الأمريكي بألمانيا جعلها فعلا دولة ناقصة السيادة؟ هل رضوخ الألمان لمطالب الحلفاء عقب الحرب العالمية الثانية جعل منها أضحوكة؟
أبحث عن السر الألماني أو الياباني فلا أجد سوى إرادة البشر!
فلنقسمها ونترك لهم قاعدة هنا أو هناك ولنحقن دماءنا ونخطط لمستقبلنا ... فقط إذا كان هذا سيحقن الدماء ويخلق عراق قوي موحد مرة أخري ولو بعد حين... أعلم أن هذه مجرد ثرثرة لا تؤدي ولا تؤخر ولكنها صادرة من قلب يؤلمه كل يوم رؤية مزيد من أنهار الدم العراقي.
*****
الآم العراق