Saturday, December 30, 2006

شوارع - 1... خليك في حالك

عندما ذهبت مع عم "مصيلحي" إلي الشهر العقاري لتسجيل عقد الشقة الجديدة لم أدري تحديدا سر السعادة البالغة التي لم يستطع إخفاءها، وأذكر أنه قال لي بالحرف الواحد وبابتسامة غليظة ظهر من وراءها طاقم أسنانه المميز بلون ناصع البياض: "ألف مبروك عليك ويكفيك شرها" ثم تنفس الصعداء وتمتم ببعض الكلمات التي يفهم منها الحمد والشكر لله ثم صافحني بحرارة شديدة أشبه بمواساة صديق حميم لصديق فرمه التورماي، وربت علي كتفي ثم أنصرف مطأطأ الرأس كمن ودع عزيز له أمام غرفة العمليات.
كان المبلغ الذي ابتعت به الشقة يتجاوز نصف قيمتها الحقيقية بقليل ولذلك لم أفهم سر سعادة عم "مصيلحي" هذه، وقلت لنفسي يا له من مخبول! لو كنت مكانه لما فرطت بها أبداً بهذا السعر، وحتى لو حدث ذلك فبالتأكيد سيكون نتيجة ضائقة مالية شديدة وساعتها لابد لي من البكاء والعويل مقترنا بما يتيسر من الحسبنة لعل حالي يصعب علي المشتري فيقوم بزيادة المبلغ ولو قليلا .. أما عم مصيلحي فبالتأكيد هو شخص أخرق لا يعلم السعر الحقيقي لهذه الشقة .. لو كنت مكان أحد أولاده لرفعت عليه قضية حجر فوراً، ولكن الغريب أن أحد أبناءه كان قد بارك أيضا تلك الصفقة بحرارة شديدة أثناء زيارتي الأولي لمعاينة الشقة، وهو من حدد سعر البيع والذي كان أكثر قليلا من ذلك المبلغ الذي أشتريت به ولكن بعد مماطلتي لهم والتي لم تأخذ مني مجهودا أكثر مما تأخذه صفقة شراء جوال بطاطا. ولكن علي ما يبدو أنها عائلة خرقاء.
ودعت عم مصيلحي أمام الشهر العقاري بعد أن فرت الدمعة من عين المسكين لسبب لا أعلمه وتوجهت مباشرة إلي الشقة، ساورني إحساس بأن هذه الصفقة ما هي الا نصبة من عم مصيلحي وأولاده والا فما سبب سعادتهم تلك؟ لذلك قررت أن أتجه فورا لأحرس أملاكي الجديدة وفي الطريق عرجت لأبتاع قفل جديد للشقة لأثبت به حقي وقررت المبيت في الشقة ولو علي البلاط.
ولم أستطع منع جسدي من الرقص ابتهاجا بالملك الجديد عندما أغلقت الباب ورائي لأول مرة، وإذا بصوت يأتي من خلال النافذة النصف المفتوحة : "ألف مبروك الشقة الجديدة يا دكتور" .. أقتربت من النافذة لأتحقق من أني المقصود بالكلام فأسترسل الصوت نفسه : "نورت شقتك ويجعلها قدم الخير والسعد، الجيران لبعضيها والنبي وصي علي سابع جار وأنا قلت أكون أول واحد يباركلك، والله يا شيخ أنا واقف من الصبح علي رجليا في البلكونة مستنيك .. آه ماهو الجار للجار أمال نبقي جيران ازاي؟ يا أخي سبحان الله امبارح قلبي اتقطع قريت في الجرنال ان واحد مات في شقته شهر ونص ميت ولا حد حس بيه من جيرانه .. دي واقعة مهببة .. الظاهر القيامة قربت ولا أيه؟ انا قلبي انفتحلك والله من يوم ماشفتك وقلت ادي الجيران ولا بلاش، الجار يا دكتور سعادتك لازمن يراعي جاره ويشقر عليه من وقت للتاني ويشوفه عايز حاجه ولا محتاجه؟ عنده مشكلة لاسمح الله؟ امال ايه تصدق بالله يا شيخ ولا ليك عليا يمين أنا جدي الله يرحمه رغم مشاغله الكتير كان عنده خمسة وسبعين جار ميجلوش نوم كل ليلة الا لما يعدي عليهم نفر نفر يشوفهم عايزين حاجه ولا محتاجة رغم انه الله يرحمه كان زي مانت عارف باشا كبير ووزير سابق".. كنت قد وصلت الي حافة النافذة محاولا تبين مصدر الصوت الاتي من المبني المجاور لي وأخيرا تبينت جثة شخص ما جالسا علي كرسي هزاز واستطعت أخيرا مقاطعته قائلا: حضرتك بتكلمني أنا؟
- هاهاهاها .. طبعا يا دكتور ماهو لو حضرتك تلاحظ هتعرف أن محدش غيرك صاحي لحد دلوقتي ، كمان من غيرك اشتري شقة جديدة النهارده في عمارتكم و..
- وحضرتك تعرفني؟
- عيب يا دكتور دانا ليا الشرف بمعرفتك مش بقولك الجار للجار وبعدين ياسيدي هو الناس تعرف بعضها ازاي اذا ماتكلموش مع بعض وادينا اهو بنتكلم يعني عرفنا بعض خلاص .. أقولك .. أفتح الباب مسافة ما أجيلك .. أنا نازل أهو..
حقيقة، كان الحوار من طرف واحد ولم يعطني جاري العزيز الاستاذ شوكت (هكذا عرفت أسمه فيما بعد) الفرصة لأبادله الكلام رغم إتهام كل من يعرفني بالثرثرة ولم أكد أنتهي من غلق النافذة حتي سمعت قرع الباب ..
كان قصير القامة لا يتجاوز رأسه حد كتفي .. ممتلئ ذو كرش كروي .. ذو رأس جرداء لامعة تحيط بها بعض الشعيرات السوداء، تشكل مع صلعته اللامعة لوحة فنية لاكتمال ثبوت رؤية الهلال في الصحراء. يرتدي نظارة طبية داكنة اللون ذات إطار يخفي وراءه النصف العلوي لوجهه وأنف غليظة تبدو هي السبب في عدم اكتمال نمو شاربه الصغير الذي يبدو كمربع أسود صغير تحتها. واللافت للنظر أنه كان يتصبب عرقا رغم الشتاء الذي لم يكن قد انتهي بعد.
- أيه ده معندكش حاجه نقعد ليه؟؟
قال هذه الكلمات وهو يرجع الي الوراء ممسكا بالباب كي يظل مشروعا وهو يصيح: ياعم ابراهيم .. انت ياعم ابراهيم .. (عم ابراهيم هو حارس العمارة) هاتلنا كرسيين من عندك أوام.
لم ينصرف الأستاذ شوكت من عندي إلا عند أذان الفجر حين تركته يسترسل في حديثه وذهبت لأتوضأ، ولم تجدي حبوب الأسبرين التي أعطاني إياها عم إبراهيم مع الكراسي هامسا "خلي دول معاك هتحتاجهم .. الله يعينك" فقد كادت رأسي تنفجر من صداع هذا الثرثار الذي لا ينقطع عن الحديث أبدا ولا يفلح معه أي نوع من أنواع المقاطعة أو اظهار التململ وعدم الرضا.
كنت قد أخذت قرارا باغلاق النوافذ البحرية المطلة علي بيت الاستاذ شوكت وعدم فتحها تحت أية ظروف والاكتفاء بالنافذة الغربية المطلة علي الشارع الرئيسي رغم سماعي نداءه لي كل يوم مسجلا اعتراضه علي اغلاق النوافذ.
وصل العفش أخيرا إلي الشقة وبدأ العمال في نقل قطع الأثاث واذا بالاستاذ شوكت يصيح في العمال "بالراحة ع الحاجه .. حرام عليكم دي فيها إزاز" ولم ينفك يباشر تعليماته للعمال .. يمين .. شمال .. فوق شوية .. إنزل تحت عشان العتب .. حطها هنا ... نزل بالراحة .. أتنين يشيلوا قصاد بعض .. وخرج الموضوع من يدي تماما ولم يكن لي أي رأي في فرش شقتي رغم اعتراضي عدة مرات علي اختيار أماكن قطع الأثاث .. ثم ما لبثت أن أستسلمت تماما للأمر وفوجئت بي وأنا أحمل منضدة صغيرة أسأل الاستاذ شوكت "أحط دي فين؟"
مرت الأيام بطيئة وأنا أشعر أني مراقب حتي وأنا تحت الدش في الحمام .. كان يعلم كافة تفاصيل حياتي، عملي، أسرتي، أصدقائي.. كل شيء. إذا خرجت مبكرا عن موعدي للعمل فوجئت به يصيح بي من نافذته: خير يا دكتور؟ مبكر ليه النهارده؟ واذا عدت متأخرا يقول لي مستنكرا: "ما بدري يا استاذ" ولا أدري كيف أصبحت حياتي مخترقة بهذا الشكل الذي لم أعهده حتي من أقرب الأقربين لي.
ولكن للحقيقة كانت هناك بعض الفوائد العظيمة لهذا الجار، أذكر عندما أتيت ببعض العمال ليقوموا بإعادة دهان الجدران وتركتهم بالشقة وانصرفت إلي عملي بعد أن أشتريت لهم كافة احتياجاتهم من المؤن حسب القائمة التي أملاني إياها الاسطي محمود، وعندما عدت وجدت الاستاذ شوكت علي قارعة الطريق في انتظاري صائحا: " يالا معايا ع القسم حالا" ولم يدع لي فرصة للاستفسار حيث استرسل: الدنيا معادش فيها أمان، انت نزلت من هنا ولقيتلك عربية نص نقل جت وقفت تحت البيت وأدت كلاكس ولقيتلك الاسطي محمود بينزل شكارتين سيبداج وشكارة زنك وكرتونة لاكيه أبيض، ولما لقيت الوضع كده جريت علي جوه وجبت النظارة المعظمة وأخدت نمرة العربية النص نقل وطرت ع القسم عملتلك محضر بالواقعة وادي رقم المحضر، وناولني قصاصة ورقية صغيرة مكتوب بها رقم المحضر ورقم السيارة.
كان الاستاذ شوكت شخصية معروفة علي مستوي الحي بأكمله شعبيا أو رسميا، وكان لايحلوا للأولاد لعب الكرة الا أمام بيته حيث يستمتعون بصياحه عليهم ومطالبتهم بالانصراف مع التهديد والوعيد. والحقيقة أن هؤلاء الأولاد كانوا في قمة الأدب ولا يبادلون الاستاذ شوكت سيل الشتائم الذي ينهال به عليهم وانما يستفزونه بخبث شديد لكي ينزل اليهم بالفانلة الحملات حاملا عصاه يجري خلفهم في الشارع وهم في قمة النشوة والسعادة يحاولون الفرار منه الا انهم غالبا لا يتمكنون من الفرار نتيجة انهيارهم من كثرة الضحك من منظره وحينها يبادر الاستاذ شوكت ضحيته الضاحكة بعلقة ساخنة لا تثني صاحبها عن معاودة الكرة في اليوم التالي مباشرة. وقد أخبرني عم ابراهيم البواب ذات مرة أن سبب انحناء ظهر الاستاذ شوكت ليس بسبب السن كما كنت أعتقد وانما بسبب هؤلاء الشياطين الصغار عندما تكاتلوا ضده ذات يوم وأوسعوه ضربا.
كان الاستاذ شوكت طيب القلب لا يعرف الحقد مكانا لقلبه، سريعا ما ينسي الإساءة، ذو مقدرة حديدية علي منع الخصام أو القطيعة. كان يزورني كعادته في أحد الأيام عندما تركته يواصل حديثه وأنصرفت مغلقا عليه باب الشقة بالمفتاح ظنا مني بأن مثل هذه الفعلة قد تدعوه لمقاطعتي النهائية ولكني عدت لأجده مستلقيا علي الأريكة وما إن شعر بعودتي حتي واصل حديثه دون أي كلمة عتاب.
تزوج الاستاذ شوكت مرتين "حسب روايته لي" الأولي لم تدم أكثر من ساعات قليلة حيث أستيقظ في الصباحية ليجد أن العروس قد تركت له البيت آخذة معها كافة أثاث الشقة باستثاء السرير الذي كان ينام عليه حيث وجد نفسه المسكين موثقا بالحبال فيه. فأضطر لطلاقها لاستحالة العيش معها لطباعها الغريبة تلك واستحالة عشرتها. والثانية طلقها بعد أسبوع فقط من زواجهما أثر إكتشاف مرض عقلي غريب ألم بها لسبب لا يعلمه.
كان "محسن" الشهير بـ "شوارع" من أولئك الأصدقاء القدامي الذين نشأت معهم في الحي الشعبي البسيط، حيث كان "شوارع" هو فتوة المنطقة وكان يكن لي احتراما غريبا فرغم كل ما كان يتفوه به بلسانه القذر أو يرتكبه بقبضته الفولاذية يقف عاجزا أمامي لسبب لا أعلمه، ربما كان يري في القدوة حيث كنت متفوقا في دراستي دائما وأحرص علي أن أغششه دائما في الامتحانات اتقاء لشره وليس صداقة له كما كان يظن هو.
لا أعلم تحديدا متي قررت الاستعانة بـ "شوارع" ولكن وجدت نفسي متوجها نحو المقهي القذر القابع في طرف حينا القديم حيث وجدت "شوارع" كما هو لم يتغير عليه سوي بضعة غرز اضافية علي وجهه وذراعيه نتيجة مرور الزمن وكثرة ولاد الحرام في المنطقة علي حد تعبيره حين سألته عن سبب جرح غائر تحت إذنه لم أكن أعهده من قبل.
سردت علي صديق عمري "شوارع" حكاية الاستاذ شوكت حيث أصغي لي باهتمام وأنا أشرب الشاي الأسود الذي كان قد طلبه لي وقد التصقت راحة يدي بالكوب المحلي بالسكر من الداخل والخارج. ولم يكن منه بعد أن انتهيت من قصتي إلا أن سمعت منه كلمة واحدة "سيبهولي"
لم أدري تحديدا ماذا فعل "شوارع" بـ "شوكت" حين وجدت أمين شرطة وأثنين من الجنود يقرعون باب الشقة بعنف ويقتادوني إلي مخفر الشرطة وهناك وجدت "شوارع" في الحجز حيث همس لي قائلا: " متخفش أنا مجبتش سرتك في أيوها حاجه"
- عملت فيه أيه؟
- قتلته ..

Wednesday, December 13, 2006

الثانية والنصف




نظرت في الساعة المعلقة علي الحائط فوجدتها الثانية والنصف ... مازال أمامي ساعتين علي عودتها .. كل شيء هادئ ومرتب وممل .. الصحف في حافظة الصحف .. الأحذية في خزانة الأحذية .. ريموت التلفاز والقمر الصناعي يتدليان في حقيبتهما المعلقة علي ذراع الأريكة .. منفضة السجائر نظيفة ولا أثر بها لأي بقايا .. الوسائد الصغيرة مرتبة بعناية وموزعة بنظام هندسي محكم علي الأريكة .. تلك المفارش المطرزة البلهاء موزعة علي أذرع المقاعد .. والساعة مازالت الثانية والنصف... كم أكره هذا .. وددت لو عاد بي الزمن إلي الوراء مرتديا ذلك السروال القصير وممدا علي الأرض أفترش السجادة الصغيرة التي تكيفت بدورها مع تمدد جسدي فأصبحت مثل ملائة السرير تحت جسد مصارع عتل بات ليله يصارع غريمه في بروفة ومحاكاة لما كان يتمني أن يفعله مع غريمه ليلة هزم فيها .. أستند برقبتي علي حافة الأريكة التي مالت تحت تأثير ارتكازي عليها الي الحائط مكونة ذلك الخط الحفري الأسود الرائع الذي يشبه الحفريات التاريخية في تعبيره عن حقبة تاريخية مهمة تتمثل في سهراتي الرائعة أمام التلفاز وكلما زاد عمق الأحفورة وسواداها دل ذلك علي عدد الأفلام التي شاهدتها. كم أشتقت إلي "كيس" اللب الأسمر المائل علي الأرض ليلقي بنصف ما فيه خارجا بينما أمارس هواية القزقزة بشغف كبير ولا يعنيني أبدا أين أقذف بالقشر من خارج فمي بل يعنيني فقط شيء واحد هو الإنتهاء من جرعة اللب هذه. وجانبا الجرائد مفتوحة علي مصراعيها علي صفحة الرياضة مقصوصا منها صورة تلك الفتايات الساحرات مشجعات فريق البرازيل الذي دائما ما كنت أعزو فوزه لوجود مثل تلك الحسناوات خلفه .. علبة بيبسي فارغة موضوعة بعناية علي حافة ذراع المقعد تغيرت وظيفتها إلي منفضة سجائر وتناثر من حولها الرماد في ديكور بديع .. قصاصات ورقية ملقاة هنا وهناك مليئة بالأرقام ونتائج مباريات البرديج .. بقعة شاي علي المقعد إثر معركة بيني وبين أحد الأصدقاء كان يغش في اللعب .. ريموت مكسور يذكرني دائما يوم هزيمة الزمالك من السكة الحديد حين ألقيت به في وجه صديقي الأهلاوي الشمتان.. ثقوب مهللة بالسواد في أطراف السجادة تعيد صياغة النقوشات الفارسية البلهاء وتصنع منها قطعة فنية أكثر حياة ... بنطلون بيجامة ملقي في جانب الغرفة يدل موقعه جانب علبة الورنيش وطبقة السواد اللامعة بطرفه علي استخدامه الحقيقي.. ساعة معلقة علي الحائط كلما نظرت إليها لتعرف الوقت وجدتها الثانية والنصف .. إنها مجرد حياة مبعثرة ولذيذة ..




كم كنت أكره النظام وأحب الفوضى..
انتبهت علي صوت المفتاح بالباب .. انها هي .. لمَ عادت مبكرة اليوم ؟ كانت عيني لازالت معلقة علي الساعة ببلادة شديدة ولازلت أراها الثانية والنصف .. ولكن صوت المفتاح أفاقني من غيبوبتي لأجد أنها أصبحت الرابعة والنصف .. كل شيء كان قد تغير .. المفارش مبعثرة .. السجادة ملتوية تحت جسدي المدد عليها .. الوسائد الصغيرة مرصوصة تحت إبطي وخلف رقبتي .. ذلك الخط الحفري الرائع بدأ يتكون علي الحائط الخلفي للأريكة ... أعقاب السجائر مبعثرة علي البلاط .. الروب دي شمبر يتدلي بثلثيه من المقعد .. كل شيء عاد لطبيعته ماعدا تلك الساعة اللعينة انها الرابعة والنصف.
ما لبثت أن فتحت الباب ورأت ما آل إليه تعب سنين عمرها في ترويض ذلك الفوضوي حتى كانت فتحة فاها أكبر من فتحة ذلك الباب الذي مرت من خلاله دهشا من شدة الصدمة .. لم تطل لحظات صمت الدهشة كثيرا بل أعقبها سيل متواصل من الصياح والهياج والسباب وعلي الطرف الآخر لم يتغير شيء مازلت ممددا ببلادة علي السجادة وببلادة أشد كانت الكلمات تخرج هادئة من فمي المطبق علي السيجارة: "انتي طالق" رفعت عيني تجاه الساعة لأجدها قد دبت بها الحياة وعادت إلي الثانية والنصف .. أما هي فقد سقطت مغشيا عليها!!


Monday, December 11, 2006

أحلام زوج سعيد جدا


بالتأكيد هي أسعد امرأة في الكون, كيف لا وقد تزوجتني؟ بالتأكيد هي الآن تسجد لله شكرا علي النعمة العظيمة التي من الله بها عليها بأن حباها بزوج مثلي .. لا لا كلمة زوج مثلي لا تعبر بالتأكيد عن ذلك فأنا ليس لي مثيل بالتأكيد هذه الأيام!! أنه ذلك القاموس اللعين الذي دائما ما لا أجد به كلمات مناسبة للتعبير عن نفسي رغم تواضعي الجم.
يكفيها شرفا أنني أشرب الشاي مثلا فتلة ولا أكلفها أكثر من طاقتها بأن يكون شاي كشري. بل يكيفها فخرا أنني أشتري لها الشاي الفتلة أصلا مما يوفر عليها كثيرا في غسيل المواعين. يكفيها أني لم ألق باللائمة عليها اليوم عندما وجدت الطريق مزدحما عند ذهابي إلي العمل رغم أنها هي السبب في ذلك فلو كانت أيقظتني مبكرا لما حدث ذلك أبدا بل تركتني نائما متحججة بأني رفضت الاستيقاظ وسببتها .. لكن قلبي الرحيم غفر لها .. نعم فمشكلتي الحقيقة هي في قلبي هذا..

نعم كم أنا طيب القلب, أذكر ذات مرة أن ابتعت أسورة ذهبية لإحدى صديقاتي ولكن الحظ العاثر لم يمكني من إعطاءها إياها, فآثرت العودة بها إلي المنزل وإعطاءها لزوجتي بدلا من إرجاعها للجواهرجي الذي كان سيخصم بالتأكيد جزء كبير من قيمتها, وكم كانت سعيدة بها ..
- ايه ده؟؟ دي ليا أنا ؟ معقولة يا قاسم فاكر عيد جوازنا؟ بس ده لسه فاضل عليه أسبوعين يا حبيبي..

وفوق ذلك فأنا إنسان رائع بكل المقاييس رغم افتراءتها المتكررة, فمثلا أنا لا أذكر مطلقا أنني سمعت صوتي أشخر أثناء نومي ولو مرة واحدة كما تدعي هي ودوما تشتكي.

وفوق هذا كله فأنا لم أخنها مطلقا, اللهم إلا إذا عددت تلك المرات القليلة التي أقمت فيها بضعة علاقات عابرة خيانة, فكل امرأة من هؤلاء لم تتجاوز علاقتي بها مطلقا حدود الفراش ولم تصدر مني لأي منهن كلمة حب واحدة نابعة من القلب, والأغرب أنني لم أمكث مع أكثرهن حسنا وجمالا سوي بضعة أشهر!! بالفعل كم أنا زوج مخلص..

بالتأكيد هي الآن تجلس مع صديقاتها لتذكر بفخر كم سعادتها وهناءها معي.. ولكن ما هذا الصوت؟ انه سمير إبني ... عايز حاجه يا سمير يا حبيبي؟
- بابا بابا .. ماما بتقولك لما تخلص المواعين ابقي هات الهدوم من عند المكوجي قبل ما يقفل عشان هي هتتأخر النهاردة في النادي وعايزة تيجي تلاقي حاجه تلبسها لما تخرج بالليل مع طنط منى
- يابني بالراحة شوية .. خضيتني .. الطبق اللي في ايدي كان هيتكسر .. أنا هلاقيها منك ولا من أمك؟



Saturday, December 02, 2006

أمهات الكتب



تحذيرين:
1- اذا كنت من الناس التانيين أنصحك تعمل حاجه من اتنين يا اما تعمل ديليت (والأفضل ريست) فورا يا اما تجيب نص كيلو لمون وتعصرها علي الكلام اللي تحت وتقرأ وتحتسب عند الله ..
2- الرسالة يوجد بها ما يمكن تصنيفه بازدراء الفكر اللافكري أو انكار ما هو من التنوير بالضرورة. لذلك لا أنصح الساده أعضاء جمعية الفكر المستنير بالقراءة وباقول من دلوقتي أهو: اللي هيشتم مش هأرد عليه وربنا يسامحه.

أعزائي

توجها نحو الفكر المستنير والدعوة الي قراءة الكتب، أخترت لكم من مكتبتي الخاصة مجموعة نادرة من أمهات و أباء الكتب ولا أبالغ إن قلت خالات وعمات الكتب أيضا .. إنها دعوة للإستزادة والتقدم نحو فكر مستنير وعقول راجحة بعيدا عن الجمود والتحجر والظلامية والتشبث بالعودة إلي الوراء:

الكتاب الأول:
رسالة لكل "مَرة" .. الحجاب جابنا ورا
يتعرض الكاتب الألمعي "شفتورة ابو مطوة" لتاريخ الحجاب منذ أن كان السيد عفركوش يقوم بعمله ووضعه في هيئة قصاصة ورقية مكتوب عليها بعض الطلاسم الغير مفهومة وذلك للوقاية من خطر العفاريت والأسياد ثم يقدم الكاتب النصيحة الي كل سيدة بعدم جدوي الحجاب هذه الأيام نظرا لما يمثله من خطر علي الأمة والاكتفاء بالزار لما له من فوائد عظيمة.

الكتاب الثاني
أفتحي الباب .. في فن قلع الحجاب
ويتطرق المؤلف هنا إلي نقطة خطيرة جدا يسهو الكثير عنها هذه الأيام فقد كان طارق (ملوش علاقة بطارق صاحبنا) كان طارق الباب قديما يتنحنح ويقول دستووووور حتي اذا ما كان حد من الحريم خالع راسه يغطيها. لذا يرشدك سيدتي هذا الكتاب الي طريقة فتح الباب حال خلع الحجاب.

الكتاب الثالث
قلة الأدب .. في التحجب بلا سبب
رائعة جديدة للمفكر المستنير البروفيسور مفعوص القرني، يقوم من خلاله بالحجة والمنطق بالرد علي من يزعم بأن للحجاب سبب، ويؤكد أن البخور كاف جدا ولا داعي اطلاقا لأي نوع من أنواع الحجاب.

الكتاب الرابع
طرحة وعباية وتونك … مفيش غير الاستومك
ويعد من أروع ما كتبت الآنسة ألمظ مال الهوى حيث تراهنت مع جوزها التالت عشر ان البنات كلهم بصرة في حين أصر هو علي أن البنات يا أما بلدي يا سكري، فأرسلت الانسة ألمظ رسالتها هذه لكل البنات لأثبات أنهن بصرة ولا بلدي ولا سكري.

الكتاب الخامس
قدس الأقداس .. في بيان نوع اللباس
تتميز كل كتابات العلامة هئ خع بع (أشهر كتاب عصر النهضة الفرعوإغريقية) تتميز كتابته بالمحافظة علي اللباس الوطني للفرعونية القديمة فلا يجب أن يزيد ما ترتديه المرأة عن نص متر قماش وذلك ضمانا للمساواة الاجتماعية ويفضل أن يكون هذا النص متر من النوع الكتان الذي يكشف ما وراءه .. فكانت المرأة تدخل الي قدس الأقداس مرتدية لباسها النص متر وتقسم أمام الكاهن أنها لا ترتدي غيره .. ثم يتم تسليط الضوء عليها من خلال الشموع فاذا ظهر من خلال الكتان الشفاف أي قطع داخلية أخري يتم ذبح هذه الفاجرة فورا وتقديمها قربانا للإله "فا –رو حوسو" اله المرح

الكتاب السادس
تقصير كل طويل .. لخالتك أم ديل
تتميز الخالة "أم ديل" ببصيرة نافذة وصائبة الي حد كبير في رؤية المستقبل نتيجة تجارب سابقة لها حين رفضت تشرب اللبن وهي صغيرة فكانت النتيجة أن طلع لها ديل، وتقوم من خلال كتابها هذا الي تقديم النصيحة الصادقة لكل فتاة حتي لا يطلع لها ديل مثلما حدث لها. وتختتم الخالة كتابها بالاعجاز الغير مسبوق إذ تبين الغاية من لبس القصير وتنصح كل فتاة بارتداءه حتي يكون الديل علي راحته في حالة ظهوره اذا ما امتنعت عن شرب اللبن.

الكتاب السابع
النور اليقين .. في سب الدين
لسيد المتعاص - طبعة دار المعالق "المعارف سابقا"
يعد هذا الكتاب بحق درة في جبين أي متشرد يصعد السلم أول درجه في طريقه الي الشهرة.

الكتاب الثامن
سميط وبيض وجبنة .. في تفسير القرآن والسنة
للشيخ العلامة تامر ميدو البحبحاني
هذا الكتاب بحق هو المرجع الوحيد الذي يعطيك الحرية المنشودة في ظل جو التزمت الذي مازال يصر علي أن صلاة الظهر أربعة ركعات في حين أجمعت الشلة علي أن تلاته بس كفاية وإشطة.

الكتاب التاسع
الرسائل التنويرية .. في تعقيد البرية
يقوم هذا الكتاب بتوجيه القارئ الذي يسعي الي الكتابة التنويرية الي الأسلوب التنويري في الكتابة واستخدام الألفاظ المجعلصة والجمل المبهمة مع قائمة بأهم مشاهير زنزبار وبوركينا فاسو الذي يمكن للتنويري الاستشهاد بأرائهم المستنيرة.

تصريحات .. بلح أمهات .. أبوك السقا مات




  • الحقيقة السياسة اليومين دول بقت "عنب" - علي رأي خالد الذكر المطرب الفلتة "سعد الصغير" محتكر سوق العنب اليومين دول - .. هي صحيح السياسة طول عمرها ليها باع طويل مع الكوميديا وارتباط وثيق مع النكتة .. فمثلا أنا أستمتع جدا بخطابات وأحاديث الأخ العقيد .. وأذكر أنه في ذات مرة كان هناك حديث مع الأخ العقيد علي قناة تلفزيونية وعلي قناة تلفزيونية أخري كانت تعرض مسرحية "مدرسة المشاغبين" وهي مسرحيتي المفضلة حتي ولو عرضت يوميا كنت دائما أستمتع بمشاهدتها وأضحك من كل قلبي مع كل كلمة فيها، ولكني ضحيت بها تلك المرة من أجل سواد عيون الأخ العقيد والحقيقة يومها لم أندم حيث أذكر أنه تجلي علينا في تلك الليلة بفكرة "إسراطين"، الفكرة التي جعلتني أتقلب علي ضهري من الضحك وأرفس برجليا في الهوا كمان، والحقيقة أنا من عشاق الأخ العقيد وهو يأتي عندي في المرتبة الأولي قبل حمادة سلطان وعادل الفار وحتى سعيد الصحاف!
    كذلك نذكر بكل فخر رئيسنا المحبوب عند زيارته لمصنع السجاد "اليدوي" حين وعد العمال بأنه هيجبلوهم "مكن" بس لو شدوا حيلهم شوية!!
    ولا زلت أذكر تصريح آخر خطير عند غزو العراق للكويت سنة 1990 حين قال "أنا الحقيقة لما سمعت الخبر (اتاخدت)" وعند احداث 11 سبتمبر حين قال "أنا لما شفت اللي بيحصل في التلفزيون افتكرتهم بيصورا فيلم" ولكن يبقي أخطر تصريحاته دائما هو تصريح "البتاع" تعليقا علي حرب لبنان الأخيرة مع اسرائيل حين قال: " دى خسارة كبيرة .. خسارة لاسرائيل .. وخسارة للبتاع ده " ولم يستطع حتى الان جهابذة السياسة تفسير المقصود بـ"البتاع ده" حتى الان ويارب متطلعش حاجه قلة أدب.
    إلا أن كل هؤلاء بتصريحاتهم الجبارة تلك كوم .. وأخونا الحبوب الكبير أوي "جورج بوش" كوم تاني خالص .. الراجل ده بقي أكبر دماغ في تاريخ "البني أدمين" وتصريحاته الحقيقة تدل علي النوعية الممتازة للصنف اللي بيتعاطاه .. والمتابع لتصريحاته العصماء يعجز عن جمعها لكن قدرنا بعون الله نجيب لكم عينة من "الزُبَد" دي علي سبيل المثال لا الحصر:

    · الجمهوريون يؤمنون بضرورة إقامة علاقة بين الأم وطفلها
    · أنني مؤمن بأن قلة عدد الناخبين تعني أن عدداً أقل من الناس ذهبوا إلى صناديق الاقتراع
    · أنا ملتزم بالناتو لأننا جزء منه، وأنا ملتزم بأوروبا لأننا جزء منها
    · إذا لم يحالفك النجاح، فأنت مهدد بالفشل
    · أعدكم بأنه سيكون لدينا أفضل شعب أميركي مثقف في العالم
    · كلمة واحدة تلخص مسؤولية الحاكم وهذه الكلمة هي (كن جاهزا(
    · التلوث ليس هو المشكلة، بل تكمن المشكلة في العيوب الكامنة في سياراتنا المسؤولة عن نفث الغازات الضارة في الهواء»
    · ليس التلوث ما يؤذي بيئتنا, المواد غير النقية في المياة و الهواء هي التي تلوثها
    · في وقت الحرب يجب أن يستحوذ الرئيس علي قدر أكبر من السلطات لإتخاذ قرارات مصيرية بما في ذلك القرار بمنح نفسه سلطات أكبر
    · أنا القائد لذا فإنني لست ملزما بتبرير لماذا أقول اي شئ, هذا هو الممتع في تولي الرئاسة
    · بوضوح شديد, المدرسون هم المهنة التي تدرس لأولادنا
    · حان الوقت ليدخل الجنس البشري المجموعة الشمسية
    · بالنسبة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الفضاء لا يزال أولوية
    · الغالبية العظمي من وارداتنا تأتي من خارج البلاد
    · لقد اتخذت قرارات صائبة في الماضي واتخذت قرارات صائبة في المستقبل
    · أنا أصر على كل ما قلته من تصريحات خاطئة

    مش بزمتكم أحلي من مدرسة المشاغبين؟؟؟




  • "But for those who say we haven't found the bannedmanufacturing devices or banned weapons,they're wrong. We found them."
    — G. W. Bush(Source: Washington Post)