Sunday, November 05, 2006

صدام!!




هل أسدل الستار وانتهت المسرحية؟
سؤال يراود الكثيرون ممن تابعوا العرض الساقط لمحاكمة صدام حسين ومعاونيه..
بالتأكيد لا يختلف اثنان علي إجرام صدام وضلوعه في جرائم أقل ما توصف بها أنها ضد الإنسانية !! ولو كنت محل ممثل الادعاء لطالبت بمحاكمته علي اتخاذه قرار حرب غير مبررة راح ضحيتها أكثر من مليون إنسان ما بين عراقي وإيراني إضافة إلي بضعة ملايين أخري مابين معاق ومصاب ، لو كنت محل الادعاء لطالبت بمحاكمته علي غزو الكويت وقتل مئات الأبرياء في حرب أخري غير مبررة ولا محسوبة العواقب... لو كنت محل الادعاء لطالبت بمحاكمته بتهمة إعطاء المبرر والضوء الأخضر للقوات الأمريكية والبريطانية للدخول إلي المنطقة... لو كنت محل الادعاء لطالبت بمحاكمته بتهمة التخلي عن بغداد بكل سهولة للقوات الغازية.. هذه هي عريضة الاتهام التي تهمني بالدرجة الأولي كمواطن عربي ومسلم.. أما أن يحاكم صدام عن قضية الدجيل فهذا شأن عراقي داخلي لا شأن لي به..
إن ما فعله صدام حسب لائحة ادعائي الشخصية التي وضحتها هو جريمة كبري في حقنا جميعا سندفع نحن ثمنها من حاضرنا ومستقبلنا إلي ما شاء الله.
والسؤال الأهم لي شخصيا كمصري: من سيحاكم عن دماء العشرات من المصريين الذين أرسلوا من بغداد قتلي في نعوشهم إلي مصر في الثمانينات من القرن الماضي ؟؟ لماذا نفرط دائما في دماء أبناءنا؟؟
الإعدام لصدام في قضية الدجيل ... حسنا لا أمانع .. ولكن من سيحاكم عن هذه التهم؟؟؟
ومن سياحكم عن إهدار دم أكثر من نصف مليون عراقي وإعاقة مليون آخرين وتشريد وتهجير أربعة ملايين منذ بداية الغزو الأمريكي المبارك؟؟
ودعوني أتحول قليلا عن العرض الهزلي لفصول المحكمة لأتساءل: هل تتخلي أمريكا بهذه السهولة عن أحد أهم عملاءها .. لقد قدم صدام لأمريكا ما لم يستطع ولن يستطيع تقديمه أكثر الأمريكان وطنية، فكيف تتخلي عنه أمريكا بهذه السهولة؟ وهل نحن في انتظار المسرحية الجديدة لهروب "أو تهريب" صدام؟
الإجابة الوحيدة المنطقية لهذا السؤال عندي أن الولايات المتحدة بهذا تعمل بمبدأ "أضرب المربوط يخاف السايب" في رسالة مباشرة لأي رئيس عربي يحاول الخروج عن طوعها..