Sunday, June 03, 2007

أربعون عاما ... فماذا تغير يا نزار؟

كتب نزار قباني قصيدته الشهيرة هوامش علي دفتر النكسة منذ أربعين عاما متأثرا بالهزيمة..
واليوم بعد مرور أربعين عاما علي الهزيمة ... ما الذي تغير؟ وماذا تعلمنا؟ وأين نحن؟؟
الله يرحمك يا نزار

هوامش على دفتر النكسة كتبت في أعقاب هزيمة يونيو 1967
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
وا خجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وا خجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ،
أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني.. حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ..
لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ،
أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ... كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ..
يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...

22 comments:

البتاع said...

قصيدة فظييييييييعة

وان كانت بالنسبة ليا قصيدة " بلقيس " اقوى
بس تفتكر لو كان نزار حالا معانا النهاردة
كان حيعمل ايه؟
وحيقول ايه؟

انا سألت السؤال ده فى بوست الاستفتاء فى سوريا بلده

حالنا يقهر من الحزن
لدرجة ان ايدى مش طايقة توصفه

انا كويسة :-)
يارب انت كويس دايما

Anonymous said...

مش عارفة أقولك إيه يا عمو
القصيدة مش جميلة
القصيدة مؤلمة
الراجل ده كان بيكتب كلام
معرفش بيجيبوا منين ؟
أشكرك على النقل المتميز دوما

yasmina said...

قصيدة متميزة من شاعر متميز

شكرا على نقلها وفعلا املنا في القادم افضل

لعل الايام تمحو ما كان

:)
على فكرة انا رديت عليك عندي لو تحب تقرا الرد

ابو العربى said...

طبعا متغيرش شىء الوضع ذى ما هو

تحياتى

قاسم أفندي said...

البتاع
أهداء خاص ولا تزعلي نفسك:
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...

الحقيقة نزار عبقري وماقدرش اقول ايه احلي من ايه ليه
بس المناسبة دي ملقتش اكتر من القصيدة دي أعبر بيها عن اللي جوايا
ولا حتى روائع صلاح جاهين اللي باعشق كتاباته
تحياتي
**************
منى
أشكرك لزيارتك واتمنى تشرفيني دايما
ورأيك طبعا يهمني بما انك متذوقة جميلة للشعر
***********
ياسمينا
نتمني .. ولكن إلي متى سيظل كل جيل يعتمد علي من يليه؟
أشكرك
**************
ضد الظلم
فعلا وهذا ما ألمسه ... لا شيء تغير للأسف وما زلنا ننتظر الجيل القادم
تحياتي وأشكرك لزيارتك

AHMED SAMIR said...

وكأنه كاتبها يوم
5
يونيو
2007
وهيفضل برضه كل سنة نقول اكنه كاتبها السنة دي
واضح ان مفيش فايدة
تحياتي

Anonymous said...

مش هنقض القصيدة ولا اقيم كلام عمنا نزار

بس انا لا افضل الكلام عن الجيل المهزوم بالبلدي يا عم قاسم اذا كانت دي نكسة واحدة في تاريخ دولة فالحمد لله من يوم ما اتولدت لحد النهاردة بستنا اليوم الي يعدي من غير نكسة جديدة يا تري ايه الاحسن نكسة واحدة جامدة تخليك تفوق ولا نكسات صغيرة وكل يوم وانت مش حاسس بفتكر نكته الصعيدي الي اضرب 20 قلم علي غفلة

محمد عبد الغفار said...

الذى تغير ان بذور الأمل طلعت بذور الندامة

احمد عزام said...

ازيك يا عمده
بذور الامل طرحت في سواعد الرجال قوه وفي قلوبهم ايمان ........وانتصرنا وعبرنا
لكن ما قدرناش نستثمر القوه او نقوي الايمان........فضاع الامل تاني

ibn nasser - ابن ناصر said...

هههههه احنا دلوقتي مفيش قصيده ممكن تنعينا الكلمات لا تنفع
تحياتي

يا مراكبي said...

نزار مات ولم يتغير شيء .. ويبدو أنه لن يتغير شيء في القريب العاجل

ربما أراك تكتب موضوعا مماثلا بعد عشرة أعوام عنوانه: خمسون عاما ... فماذا تغير يا نزار

basma saghir said...

اعتقد اننا الجيل الي بيتكلم عنه في القصيدة..تفتكر اننا ممكن نعمل حاجة..حتى ولادنا ممكن يعملوا حاجة.؟

ممكن نبتدي نستبشر بالخير 40 سنة قدام مش دلوقتي خالص...لان الحال هو الحال

كلبوزة لكن سمباتيك said...

ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

صح


لو سدينا العيوب حنقضي على اليهود
سهلة

MAKSOFA said...

بصراحه أنا بحب نزار

ولما كتب القصيده دي وأعتبرها البعض هجاء في جمال عبد الناصر ، عندما مات عبد الناصر كتب له قصيده يقول فيها قتلوك ياأخر الأنبياء

فظيع نزار فعلا كان له مدرسه لن تتكرر

MAKSOFA said...

وبعدين قول لي أنت ساكن في نفس الشارع بتاعي والا أيه أوعي كمان تكون في نفس العماره كمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حسن ارابيسك said...

قاسم افندي
شكراً على تشريفك مدونتي
ثانياً الأبيات المكتبه في بوست صلاح جاهين من تأليفي
لكن إن شاء الله تقرأ المزيد وسوف اضيفه في بوست آخر

ثانياً
قلبت عليا المواجع بأبيات عمنا نزار قباني
فكرتني وقت ما كنت في العراق سنة 89 وأشتريت ثلاثه مجلدات هم الأعمال السياسية الكاملة لنزارقباني
وعند عودتي للكويت وقتها صادروا منى مجلدين وقتها كنت هافرقع
معلش عليه العوض
عموماً
جاء إختيارك للقصيدة مناسباً للمستنقع الذي يرقد به عالمنا العربي
وده هايخليني أستجيب لطلبك وأكتب لك ابيات في مدونتي بعنوان
حزين عليكي يامصر

ثالثاً لي طلب ياريت لو عندك قصيدة لنزار كتبها في زوجته بلقيس عند وفاتها إسمها بلقيس أكون شاكر لك

عماد محفوظ said...

قاسم أفندي
رائع إختيارك ورائعة مدونتك
والحمد لله أن من هم مهمومون بهذا الوطن في تزايد مستمر
أُعقب لك وأنا من الطيور المسافرة
وأثناء تجربتي هذه كتبت تلك القصيدة وهي الأن مدونة بمدونتي الجديدة العهد
ويشرفني حضورك وقراءتها وتعقيبك

Anonymous said...

قاسم افندى ، ربنا يخليك علسؤال ، و الله انتو وحشتونى اكتر و نفسى اكتب قوى ، كل شوية اكتب عنوان موضوع فى ورقة لما تجيلى الفكرة ، حضرتك عارف الوحى و نشاطه فى الامتحانات ، بس انا امتحاناتى مخلصتش للاسف ، بس خلاص اخر امتحان بكرة ، دعواتكم و ان شاء الله ارجع ازعجكم تانى قريب ، شكرا ليك مرة تانية

منة الله said...

قاسم

ادعوك للمشاركة في استطلاع راي

عن اكثر عشرة مدونات تاثيرا في قرائها

عل مدونتك واحدة منهم

اليك الرابط

http://www.6ef.blogspot.com/

malak said...

بجد قصيدة جميلة من شاعر اجمل بس اد ايه هيا مؤلمة اوى

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا


رهيبة اوى دى يا قاسم تعرف

سعات بحس ان عيب البلد دى مش بس كدة

لا الجهل اديك شوفت انت فى يوم بقيت

عضو فى تنظيم ومعايا وكدة

بس لية الالم دة

koukawy said...

تحياتي ليك و للشاعر المحترم القدير الله يرحمه