Tuesday, June 19, 2007

تعالي

اليوم يجمعنا القدر،
لازالت كما تركتها منذ عشرين عاما، أحترقت بدفئها، رقصت طربا علي خفقات قلبها، هزتني رعشة جسدها، أخترقتنتي نظراتها، وأحتوتني أنفاسها

زهرةُ زادها العمر حمرةً
بل نبيذُ زاده الدهر خمرةً

قالت بهمسٍ: تخليت عني
انكمشتُ .. أكادُ أتلاشى ..تلعثم لساني ولم أجب
تابعَت بشوق: أنظر إلي عيناي
قُلت بأسى: أحترق
قالت بحسرة لا تخف أني رماد عمره عشرون سنة
تابعت بلهفة: لا تعتذر
جففت عرقي ولم أجب
أقتربَت أكثر وذُبت أكثر
أقتربت أكثر فأكثر وأكثر .. فأنصهرتُ وصرت عدم..
حاولت أن أتكلم، منعني كف يدها حين اراحته علي فمي

لثمت راحة كفها ..
وانحدرت دمعة يائسة ..

إيقاع صوت الندم الرهيب يردد كلمة واحدة تهز أعماقي .. غبي .. غبي ... غبي
لربما سمعِتها .. فهمست: عشرين عاما مرت ولا زلت تحبني .. لمَ تركتني؟
فضحتني نظراتي وأشواقي .. فضحتني رعشة يدي ... وايقاع يتردد .. غبي .. غبي .. غبي

إن كان يوم يمر بدونك أُقتل مرة ...
فكم مرةً قٌتلتُ في عشرين عاماً؟

لا ... لن أضيعك مرة أخرى

تعالى ....
نقتل العمر الذي قتلنا
نذيب بالحب أشواقنا
نذوب ونرضخ لقلوبنا
نودع الامنا .. نودع دموعنا
نلهب ليل الحب بأشواقنا
نشهد القمر علي ليلنا
كم سهر معك ومعي ... يبكي مثلنا
فليهنأ ذاك القمر بلقاءنا
وليقُبل النجوم مثلنا

تعالي تعالي فالليلة بدا عمرنا

Saturday, June 16, 2007

أفندينا

ربك لما يفتح علي واحد في الكلام بيبقي فلة، صاحبنا ده بقي ربنا فاتح عليه من وسع .. النهاردة الصبح علي غيار الريق قاعد باشرب الشاي الصبح ومروق قلت أسمع نشرة الأخبار، لقيت افندينا طويل العمر يطول عمره وينصره علي مين يعاديه (هاي ... هئ .. أنا جدع) الظاهر كان عمال دماغ عالية لما صوت الدوشة وصله في شارم والولاد دول عملوله ازعاج مش مخليه يعرف ينام ... قال ايه راح متصل باخوه اولمرت عشان يسكت العيال دول ويعرف ينام ...
عفارم عليك أفندينا

Sunday, June 03, 2007

أربعون عاما ... فماذا تغير يا نزار؟

كتب نزار قباني قصيدته الشهيرة هوامش علي دفتر النكسة منذ أربعين عاما متأثرا بالهزيمة..
واليوم بعد مرور أربعين عاما علي الهزيمة ... ما الذي تغير؟ وماذا تعلمنا؟ وأين نحن؟؟
الله يرحمك يا نزار

هوامش على دفتر النكسة كتبت في أعقاب هزيمة يونيو 1967
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
وا خجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وا خجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ،
أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني.. حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ..
لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ،
أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ... كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ..
يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...