ترددت كثيرا قبل كتابتي لهذا الموضوع، نظريا من المفترض أنني أتحدث عن بشر عادي وليس نبياً معصوماً من الأنبياء وكتاب كتبه بشر أيضاً، وبالتالي فالخطأ وراد وحق النقد مكفول. ولا أريد أن يأخذ كلامي هنا كأنه مُسلم به، ولكني قصدت به بناء نظرية قابلة للصواب أو الخطأ. ولا يؤخذ أيضاً علي سبيل التشكيك أو التقليل من شأن الأمام العظيم فلم أقصد هذا أبداً.
مبدأيا دعنا نتفق علي مجموعة من المبادئ، إن أتفقنا عليها فلنكمل رحلتنا في هذه القضية الشائكة، وإن لم نتفق فدعك مني، أو أئتني - إن أردت - بحجتك.
المبدأ الأول وهو أن الكتاب الوحيد المنزه عن الخطأ هو القرآن الكريم، وإذا فرض وآمنا بغير ذلك أو بأن هناك من الكتب ما يصل إلي منزلة القرآن من القدسية والبعد عن الخطأ فيعد هذا نوع من أنواع الشرك بالله، حيث نشرك كلام آخر مع كلام الله في صفة التنزيه عن الخطأ حسب مفهوم التوحيد.
المبدأ الثاني وهو أن كل البشر عرضة للصواب والخطأ وبالتالي للنقد الموضوعي.
المبدأ الثالث وهو أن التجديد مطلوب في دراسة الأديان حسب متطلبات العصر وإلا فما فائدة ما قام به جميع الأئمة الكبار من أمثال الأمام مالك والشافعي وأبو حنيفة وابن حنبل وحتى الشيخ محمد بن عبد الوهاب. والتجديد هنا بمعني الاجتهاد في فهم النصوص والتشريعات في ظل ما نعيشه من أمور عصرية وتغيرات حديثة.
المبدأ الرابع وهو البعد عن العلم الذي لا ينفع مع التصديق الفرضي بكل أقوال الرسول التي نسبت إليه إن كان قالها، وأقصد هنا الأحاديث المنسوبة إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ولا تتفق مع زماننا ولا تأثم من يتركها ولا تثيب من يعمل بها، كمثال علي ذلك حديث رضاعة الكبير، ولنكتفي بالقول إن كان قالها فقد صدق.
المبدأ الخامس وهو الأخطر، القاعدة الفقهية القائلة لا اجتهاد مع نص يلزمها إعادة نظر لتعريف ماهو المقصود بالنص، وما هو المقصود بمنع الاجتهاد بالرغم من ثبوت أحداث ووقائع عديدة عن الخلفاء الراشدين تدل علي اجتهادهم رغم معارضة ذلك الاجتهاد (ظاهريا) لبعض النصوص، وعلي سبيل المثال محاربة المرتدين عن اداء الزكاة وكذلك عدم اقامة حد السرقة حال المجاعة وهي اجتهادات أخطر كثيرا من أمور أقل منها كثيرا تثار في وقتنا الراهن ولا يقبل بعض علمائنا الأجلاء الخوض فيها بحجة لا اجتهاد مع نص مستشهدا بأحد الأحاديث "الصحيحة" وحسب تفسير هذا الحديث في كتب التفسير التي كتبها السلف من واقع اجتهادهم وفهمهم في ذلك العصر. ومثال ذلك ربط رمى الجمرات في الحج بوقت الزوال، مما يؤدي إلي وقوع كوارث بالجملة، وكذلك عدم السماح ببناء مباني للسكن عوضا عن الخيام بمنطقة منى.
وقد تكون إعادة النظر في قاعدة "لا اجتهاد مع نص" كما أشار البعض مثل الدكتور عبد الوهاب المسيري بالدعوة إلي سعة مجال هذه القاعدة لتكون "لا اجتهاد مع النص في كليته وتركيبته" بمعنى الرؤية الشاملة لهذا النص دون الاكتفاء بمنطوقه.
وأنا هنا لا أنقد ولا أستطيع أو حتى أجرؤ علي نقد صحيح البخاري أو مسلم ولكني فقط أتعجب وأتسائل عن دور علماء المسلمين علي مدار اثني عشر قرنا من الزمن (بعد البخاري)، هل أقتصر دورهم علي شرح ما جاء بالكتاب فقط دون التحقق من صحته وتنقيحه وتصنيفه؟
وما معني قوله تعالي "أفلا يتدبرون القرآن" اذا كان فعلا لا اجتهاد مع نص؟
أنني كمسلم أتمنى أن أري جهة واحد تأخذ علي عاتقها وتتحمل مسؤولية إرشاد هذه الأمة المتخبطة في زماننا الحالي بين رضاعة الكبير وبول البعير... جهة نثق في كلامها وليست مثارا للسخرية، جهة تقرأ وتتأمل وترى ما حولها، جهة تعمل لصالح الدين والدنيا، جهة تعمل لرفع شأن الأسلام والمسلمين.. للأسف لم يتفق علمائنا علي أبسط الأشياء مثل رؤية هلال رمضان حتى داخل البلد الواحد.
حكمة: هناك أناس لديهم مقدرة فائقة علي الكلام دون أن يقولوا شيئا.
مبدأيا دعنا نتفق علي مجموعة من المبادئ، إن أتفقنا عليها فلنكمل رحلتنا في هذه القضية الشائكة، وإن لم نتفق فدعك مني، أو أئتني - إن أردت - بحجتك.
المبدأ الأول وهو أن الكتاب الوحيد المنزه عن الخطأ هو القرآن الكريم، وإذا فرض وآمنا بغير ذلك أو بأن هناك من الكتب ما يصل إلي منزلة القرآن من القدسية والبعد عن الخطأ فيعد هذا نوع من أنواع الشرك بالله، حيث نشرك كلام آخر مع كلام الله في صفة التنزيه عن الخطأ حسب مفهوم التوحيد.
المبدأ الثاني وهو أن كل البشر عرضة للصواب والخطأ وبالتالي للنقد الموضوعي.
المبدأ الثالث وهو أن التجديد مطلوب في دراسة الأديان حسب متطلبات العصر وإلا فما فائدة ما قام به جميع الأئمة الكبار من أمثال الأمام مالك والشافعي وأبو حنيفة وابن حنبل وحتى الشيخ محمد بن عبد الوهاب. والتجديد هنا بمعني الاجتهاد في فهم النصوص والتشريعات في ظل ما نعيشه من أمور عصرية وتغيرات حديثة.
المبدأ الرابع وهو البعد عن العلم الذي لا ينفع مع التصديق الفرضي بكل أقوال الرسول التي نسبت إليه إن كان قالها، وأقصد هنا الأحاديث المنسوبة إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ولا تتفق مع زماننا ولا تأثم من يتركها ولا تثيب من يعمل بها، كمثال علي ذلك حديث رضاعة الكبير، ولنكتفي بالقول إن كان قالها فقد صدق.
المبدأ الخامس وهو الأخطر، القاعدة الفقهية القائلة لا اجتهاد مع نص يلزمها إعادة نظر لتعريف ماهو المقصود بالنص، وما هو المقصود بمنع الاجتهاد بالرغم من ثبوت أحداث ووقائع عديدة عن الخلفاء الراشدين تدل علي اجتهادهم رغم معارضة ذلك الاجتهاد (ظاهريا) لبعض النصوص، وعلي سبيل المثال محاربة المرتدين عن اداء الزكاة وكذلك عدم اقامة حد السرقة حال المجاعة وهي اجتهادات أخطر كثيرا من أمور أقل منها كثيرا تثار في وقتنا الراهن ولا يقبل بعض علمائنا الأجلاء الخوض فيها بحجة لا اجتهاد مع نص مستشهدا بأحد الأحاديث "الصحيحة" وحسب تفسير هذا الحديث في كتب التفسير التي كتبها السلف من واقع اجتهادهم وفهمهم في ذلك العصر. ومثال ذلك ربط رمى الجمرات في الحج بوقت الزوال، مما يؤدي إلي وقوع كوارث بالجملة، وكذلك عدم السماح ببناء مباني للسكن عوضا عن الخيام بمنطقة منى.
وقد تكون إعادة النظر في قاعدة "لا اجتهاد مع نص" كما أشار البعض مثل الدكتور عبد الوهاب المسيري بالدعوة إلي سعة مجال هذه القاعدة لتكون "لا اجتهاد مع النص في كليته وتركيبته" بمعنى الرؤية الشاملة لهذا النص دون الاكتفاء بمنطوقه.
وأنا هنا لا أنقد ولا أستطيع أو حتى أجرؤ علي نقد صحيح البخاري أو مسلم ولكني فقط أتعجب وأتسائل عن دور علماء المسلمين علي مدار اثني عشر قرنا من الزمن (بعد البخاري)، هل أقتصر دورهم علي شرح ما جاء بالكتاب فقط دون التحقق من صحته وتنقيحه وتصنيفه؟
وما معني قوله تعالي "أفلا يتدبرون القرآن" اذا كان فعلا لا اجتهاد مع نص؟
أنني كمسلم أتمنى أن أري جهة واحد تأخذ علي عاتقها وتتحمل مسؤولية إرشاد هذه الأمة المتخبطة في زماننا الحالي بين رضاعة الكبير وبول البعير... جهة نثق في كلامها وليست مثارا للسخرية، جهة تقرأ وتتأمل وترى ما حولها، جهة تعمل لصالح الدين والدنيا، جهة تعمل لرفع شأن الأسلام والمسلمين.. للأسف لم يتفق علمائنا علي أبسط الأشياء مثل رؤية هلال رمضان حتى داخل البلد الواحد.
حكمة: هناك أناس لديهم مقدرة فائقة علي الكلام دون أن يقولوا شيئا.